كسرى عاد ثانية
منتدي محمد عادل عبد المنعم :: الــمـقالات والكــــــلمات والــــــــوعاظ الادبيـــــــة :: المقالات العامة الجمبلة
صفحة 1 من اصل 1
كسرى عاد ثانية
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم
في عام -1981- وبعد قيام الثورة الخمينية بما يقارب السنتين , صدر الكتاب الشهير- وجاء دور المجوس - للكاتب الأشهر (( محمد سرور زين العابدين بن نايف حفظه الله )) وهذا الكتاب يكتسب أهمية كبرى منذ صدوره الى هذا اليوم لسببين:-
الأول :- كونه كتاب موثق ويستند لحقائق تاريخية وشواهد واقعية.
والثاني :- كون الاحداث - من حين إصدار هذا الكتاب إلى يومنا هذا - كل لحظة تثبت مدى مصداقية هذا الكتاب وصحة ما فيه .
وعمداً ابتدئُ الموضوع بالإشارة إلى هذا الكتاب , لأنه لم يأخذ حقه بعد , ربما لوجود بعض الطوائف التي لا تحب مؤلف الكتاب , فيحكمون على الكتاب جوراً بسبب صاحبه , على الرغم من اتفاقهم مع ما فيه , ناهيك عن الحرص المجوسي على دفن مثل هذه الكتب إن تعسر دفنُ أصحابها.
أصدر الشيخ محمد سرور هذا الكتاب باسمه المعروف (( وجاء دور المجوس)) ولكن باسم مستعار غير اسم المؤلف , وذلك لعدة أمور يهمنا هنا أن نشير إليها لما في ذلك من رسائل ضمنية مهمة للناس :-
أولها :- أن المؤلف أصدر هذا الكتاب في وقت من يصدر مثل هذا الكتاب فهو كمن يرى الموت أمامه ثم يأتيه سعيا أو يزيد , وفي هذا رسالة للصامتين , وفيه رسالة من باب أولى للمنافقين , الذين يبيعون أنفسهم ودينهم بحفنة من مال.
ثانيها :- كان أغلب الناس حين صدور الكتاب يسبحون بحمد الثورة الخمينية ويرفعون ويهزون رؤوسهم تبجيلا , وغابت اللغة العلمية الرصينة المستندة لمنهج السلف في الجرح والتعديل , وحل محلها إعجاب كثير مخدوع بترديد الايات والملالي أنهم لا يريدون الا عودة الاسلام , مع ما صاحب ذلك من أخطاء كبرى من جماعات كبرى أصدرت بياناتها مؤيدة للثورة الفارسية ,وهي أخطاء ليست صادرة عن عمالة أو خيانة , ولكن صادرة عن العاطفة التي تتصرف في تصرفات ومواقف الكثير بدلا من الوحيين , وفي هذا رسالة للناس عامة ولطلبة العلم والمهتمين بالثقافة خاصة أن الكثرة في أوقات الازمات والأمور الطارئة ليست أبدا دليلا على الحق أو الصواب.
وفي الكتاب دروس أخرى لمن لديه قلب , تتجلى كثيراً عند سرد المؤلف في مقدمة طبعته الاخيرة لأشياء سيطول المقال فوق طوله لو سردناها.
ومن العقل ومن الواجب أن يوزع هذا الكتاب وينشر, كونه كل يوم يكتسب قيمة فوق قيمته , كالطيب كلما قدم عمره زادت قيمته , ومن العقل أيضاً أن يطّلع عليه الشيعة العرب انفسهم حتى يفهموا حقيقة الدعوة الفارسية التي نرى بعضهم يقبِّلون نحوها على حساب أوطانهم وحكوماتهم .
ومن الغريب ولا غرابة , أن جماعة الإخوان المسلمين حينها - ويجدر الاشارة هنا أن هذا لا يعني أن نوضع في الصف المعادي للإخوان في كل تصرفاتهم - أصدرت بيانا سأكتفي بنصه من غير تعليق حتى يأخُذك العجب حيث أخذني (( إما مسلم - يعنون بكلامهم هذا من يُشكك في الثورة الايرانية- لم يستطع أن يستوعب عصر الطوفان الاسلامي , وما زال في زمن الاستسلام فعليه أن يستغفر الله ويحاول أن يستكمل فهمه بمعاني الجهاد والعزة في الاسلام والله تعالى يقول " إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين " وإما عميل يتوسط لمصلحة أعداء الاسلام على حساب الاسلام متشدقا بالاخوة والحرص عليها كما في قوله تعالى " وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين" وإما مسلم إمعة يحركه غيره بلا رأي له ولا إرادة والله يقول " يا ايها الذين ءامنوا ان تطيعوا الذين كفروا يردوكم على اعقابكم فتنقلبوا خاسرين " وإما منافق يداهن بين هؤلاء وهؤلاء ))
أما أنا فإني أستغفر الله !
وإن لم يأخذك ما مضى إلى حيث أخذني فارجع إلى مقدمة الكتاب .
وقد استمرت كتابات اخرى , واقلام عدة ما بين علماء ورموز ومفكرين تتشدق بمثل هذا الكلام ولا زالت الى يومنا هذا مع انها أصبحت أقل ذلك كون اللغة الايرانية الهادئة التي عهدناها سابقا قد اختفت وحلت محلها الصراحة وكشر الخبيث عن أنيابه .
بالأمس القريب كانت هناك حرب دائرة في الموقف من إيران وأتباعها , المتابع والقارئ البسيط لم يكن يراها ولايعيشها ولكنه يتأثربنتائجها , هذه الحرب كانت بين فريقين :-
أنصار التحليل السياسي وأنصار التحليل العقدي
الفريق الأول كانوا يرددون أن إيران لم تولد إلا لنصرة الدين - ولاأدري أي دين يعنون - وأنها عقبة كأداء أمام العدو الصهيوني , ليس هذا فقط فقد زعموا أيضا أن حزب الله القابع في لبنان هو حزب للجهاد لابد أن نفخر به كونه يقف في أول الجبهة - زعموا -ضد العدو الصهيوني ,وان الخلاف العقدي بين السنة والروافض إنما هو ماض وبالتالي فقد مضى زمنه لانه كُتب في وقت غير وقتنا وقد اختلفت الأمور عن ذي قبل , ويختلف المناصرون لهذا الرأي , فمنهم من يرى أن إيران على ضلال في مذهبها ولكنها مكسب للأمة الإسلامية , ومنهم من يسرف ويغلوا في رأيه حتى زعم أن إيران دولة إسلامية والخميني خليفة مسلم بل زادوا بان من يقف ضد إيران فهو محل التهمة كما أشرنا سابقا, ويصرح احد الرموز في كتبه بكون المذهب الاثني عشري مذهبا إسلاميا خامسا لايصح ان ينعقد الاجماع إلا به ,ولا حول ولا قوة الا بالله .
وبناء على وجهة نظر هذا الفريق فإنه لابد أن نصافحهم فهم أصدقاؤنا وشوكة في حلق عدونا المشترك.
الفريق الثاني:- كانوا يستندون في وجهة نظرهم على التاريخ , التاريخ الذي يحدثنا مرارا أن هؤلاء القوم كانت لهم مواقف متعددة تثبت مدى حقدهم على المسلمين , وفوق شهادة التاريخ فهذه عقيدتهم في الصحابة أصحاب خير المرسلين ومن نقلوا إلينا الدين وفي امهات المؤمنين بمن فيهن من طهره االله من فوق سبع سماوات , فعقيدتهم واضحة فيهم ولاينفع معها تورية ولاتخفي وكتبهم تشهد ومواقفهم , حتى أنهم يحتفلون في يوم خاص بالمجوسي أبو لؤلؤة قاتل عمر الفاروق رضي الله عنه وأرضاه . هذا الفريق كان يرفع صوته ويصرخ بصيحات النذير والتحذير من إيران ودعوتها الفارسية المتخفية والمتسترة تحت رداء نصرة آل البيت وقيام دولة إسلامية , لقد قدموا لنا صور شتى لأفعال أجداد هؤلاء وصور أخرى من الواقع المشاهد , وتحدث العلماء وعلى رأسهم فضيلة العلامة الشيخ عبدالله ابن جبرين رحمه الله عن حقيقة حزب الله - في وقت كان الناس يسبحون بحمده - أنه مجرد عميل للفرس , ومعركته المصطنعة مع يهود ليست إلا جدارا يخفي وراءه الكثير من الحقد الدفين على المسلمين .
ولأن قضية فلسطين هي قضية المسلمين الأولى فإن صيحات هؤلاء الغيورين المستبصرين قد ضاعت ولم يسمع لها الكثير من الناس كون حزب الشيطان كان يرفع شعار نحن مع فلسطين وكلنا ضد يهود وبالتالي فالناس سيقفون ولو بمشاعرهم مع كل من يقف ضد يهود في ظل تخاذل الدول المسلمة في حل القضية الفلسطينية.
وشاء الله سبحانه وتعالى بعد هذه الحرب بين الطبقة المثقفة أن تاتي حرب الحوثيين مع دولتهم ثم ماتبع ذلك من الحرب بين الحوثيين وبين الدولة السعودية , وكان الحوثيون انفسهم يرفعون نفس تلك الشعارات التي ترفعها إيران وأذنابها في المنطقة رغبة في اللعب على وتر العواطف , فرفع الحوثيون الله , القدس , الموت لامريكا والعملاء , ولكن أمريكا على ما يبدوا تحولت فأصبحت السعودية , ولا أدري أين ضاعت القدس من أولوياتهم؟!
ثم إن الله رد كيدهم في نحورهم , وفي تلك الفترة تراجع بعض مناصري إيران الذين تحدثنا عنهم تراجعوا عن ما يعتقدونه في إيران , وفهموا حقيقة اللعبة التي تحاك من فارس الحاقدة على كل مسلم وكل عربي بما في ذلك العرب الروافض أنفسهم .
اليوم , وأمام أعيننا في شاشات التلفاز , وفي مقاطع اليوتيوب , وعبر القنوات , والقصص التي تروى , نرى ونسمع ما يحدث في سورية وقبلها العراق , قصص وأحداث لايمكن أن تخطرعلى عقل بشر فيه ذرة من رحمة , رحم الله أيام الشيشان , والبوسنة والهرسك , وداغستان , أي رحمة تلك التي كانت في قلوب النصارى الصليبيين والروس قياسا بما نراه ونسمعه عن ما يفعله أبناء فارس بإخواننا في سورية.
مذابح تستخدم فيها المناشير الكهربائية لقطع أعضاء الاسرى والأبرياء بدون تفريق بين صغير او كبير , وتحفر الحفر ويوضع فيها الاسير مقيدا ثم يدفن حيا جرمه الوحيد انه يقول لا اله الا الله , حرب تؤخذ فيها النساء أمام أعين أهاليهن الى تجمعات الشبيحة ثم يغتصبن امام اهااليهن و ازواجهن ثم يقتلن وتبقربطونهن , هذا بعض مارأيناه وسمعناه فمابالك عما خفي وغاب عنا؟
هذه الأحداث اعطتنا الحكم العادل والفصل بين الفريقين المتخاصمين حول حقيقة دعوة إيران الفارسية وأنصارها , ومن هوعدوهم الحقيقي .
المؤسف والمخجل أن أكثر هؤلاء المنظرين والمفكرين والكتاب الذين كانوا يوما يدافعون عن إيران وأتباعها لم يتراجعوا عن خطئهم حتى الان ولم ينطق احدهم بأي كلمة وهم لازالوا أحياء ولايزالون يُقدمون على أنهم رموز للأمة , والغريب أننا نرى الاغلب منهم اليوم يركبون موجة الحرية ويقدمون انفسهم وكأنهم روادها ومنظريها وهم يعتمدون في هذا على نسيان الناس السريع لمواقفهم الماضية , وكل يوم يركبون موضة جديدة إن نجحت صاحوا أنهم هم روادها ومنظريها وإن ثبت خطؤها تواروا أو تحولوا إلى موضة جديدة يركبونها وينظرون لها بتنظير بارد سخيف لايقدم ولايؤخر وآخر مايفكر فيه أحدهم أن يُراجع ماوقع فيه من أخطاء ماضية !
إن الواجب علينا ان نوقفهم ونسألهم عن مواقفهم وتنظيراتهم الماضية تلك التي اثبتت فشلها وخطاها, وفي كل يوم نجني نحن الشعوب سلبياتها ونيرانها , لابد أن نحاكمهم إن لم تحاكمهم العدالة حتى نعرف حقيقتهم ,,,,
إن هذه الحرب الدائرة اليوم في سورية , ليست بين بشار وشعبه , فبشار سقط بسقوط أول شهيد سوري , وهي ليست حرب مصالح سياسية ونفوذ إيراني في المنطقة فحسب , ولكنها حرب ياسادتي بين الإسلام والكفر , والتوحيد والشرك , والعرب والفرس , وسورية التي تدار فيها المعركة هي مركز ونقطة سينبني على نتائج معركتها تغير جذري بين القوى في الشرق الاوسط بل في العالم بأسره , فسورية بموقعها ستكون إما الحامي لدولة يهود وإما طريق الفاتحين إليها , وسورية ستكون معقل وقوة الدول المسلمة إذا ماسقط بشار إنشاءالله , وهي ايضا ستكون شوكة في خاصرة هذه الدول إذا ما استمر بشار.
??? ?? ?- زائر
منتدي محمد عادل عبد المنعم :: الــمـقالات والكــــــلمات والــــــــوعاظ الادبيـــــــة :: المقالات العامة الجمبلة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى